كلمة المناضل - عدد - كي تستمر سورية القدوة والأمل
كلمة المناضل العدد 301 آذار ـ نيسان 2000
كي تستمر سورية القدوة والأمل
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
قبل عام وتحديداً في الحادي عشر من آذار وبمناسبة تأدية القسم الدستوري للولاية الخامسة ، وجه الرفيق حافظ الأسد كلمة تاريخية إلى مجلس الشعب في القطر العربي السوري ، هذه الكلمة حملت من المعاني والآفاق ما يجب التوقف عنده خصوصاً ونحن أمام منعطف حاسم في تاريخ القطر العربي السوري ، وجماهير الأمة العربية ، منعطف إذا لم يجر اجتيازه بحذر ، فإنه قد يقود إلى هاوية ويورث كارثة .
وفي سورية الآن حكومة جديدة أنيطت بها مسؤولية العمل لإنجاز ما تضمنه خطاب الرئيس في مجالات العمل الداخلي والبناء الاقتصادي والاجتماعي ، وهنا تبدأ الركيزة الأساس لجعل سورية بالفعل قاعدة للصمود ، ورمزاً للبناء المتكامل ، وتصبح النموذج للمواطن العربي الذي دائماً يرغب في أن يشير لها بإصبعه إلى حيث تشير بوصلة عقله وقلبه .
وسورية كانت دائماً القلب النابض ، والفكر النير لجماهير الأمة العربية ، والأعباء الملقاة عليها بحجم الآمال التي يحملها حزبها وقائدها ، وهذا يوجب على الجميع الارتقاء بالجهد ، والعمل ، والفكر إلى حيث يجب أن تكون .
وقد أشار الرفيق الأمين العام في كلمته ـ إضافة إلى ما حملته من موقف سياسي وعقائدي قومي ـ إلى مسائل داخلية عدة يجب على الحكومة الجديدة العمل لإنجازها وبسرعة ومنها :
أولاً : تحقيق التوازن للاقتصاد الوطني عن طريق زيادة الإنتاج وتوسيع قاعدة التنمية ، وإيجاد فرص عمل جديدة لجماهير العاطلين عن العمل .
ثانياً : تحديث وتطوير الإدارة المصرفية لتواكب ما يجب أن يحصل من تغيرات اقتصادية مرتقبة في سورية ، ولمواكبة التطور الاقتصادي العالمي .
ثالثاً : الاهتمام بتطوير الزراعة وتحديث عملية الإنتاج والاستثمار والتوسع في استصلاح الأراضي وبناء السدود .
رابعاً : تطوير العمل في القطاع العام ومؤسساته وشركاته بما يتيح تحريره من القيود المالية والإدارية والعمل على زيادة كفاءته مهيناً ، وإدارياً ، وفنياً في إطار الخطة العامة للدولة .
خامساً : العمل على تحسين دخل المواطن وزيادته وتثبيت أسعار المواد الأساسية لاستهلاكه اليومي والحفاظ على مستوى لائق لمعيشته .
سادساً : وضع حد فوري للتهرب من المسؤولية والمحاسبة الفورية عن كل تقصير يلحق الضرر بالمواطن ووضع حد لكافة التجاوزات من أية جهة كانت ، والتقيد التام بالأنظمة والقوانين ، كما يجب وضع كافة المواطنين تحت سقف القانون والنظام العام .
سابعاً : إن ذلك كله سوف يحتاج إلى تطوير القوانين والأنظمة وتحديثها كي تواكب روح العصر وتستشرف المستقبل الذي ينتظرنا ، وهذا بالتالي يقود إلى تطوير العمل كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها ويضيق الفجوة بينها وبين الجماهير ، وبين سورية والعالم .
لقد كانت سورية دائماً رمزاً للوطنية والصمود ورمزاً للتفاني في حمل المسؤولة القومية لجماهير العرب ، وكي تستمر كما يريدها البعث يجب أن نجعلها مثالاً وقدوة في جميع المجالات ، ولأن الصمود الذي تمثله يعتمد أساساً على بناء داخلي قويم ومتين يجب أن نبدأ فوراً ودون نردد في أن نحدث التصحيح الإداري والاقتصادي الذي أراده الرئيس في خطابه الذي أشرت إليه .
عندها يستطيع المواطن العربي يفخر بسورية وان يشير لها بإصبعه إلى حيث يشير قلبه وفكره ، وتتوافق نظرته لسورية الداخلية مثلما يعتز دائماً بسورية القومية وسياستها الخارجية .