الجمهورية - ميقاتي: لا أحد يدعم سليمان 95 في المئة من الإسلاميين مرتبطون بإيران
الإثنين 16-5-2011
ميقاتي: لا أحد يدعم سليمان
95 في المئة من الإسلاميين مرتبطون بإيران
نجيب ميقاتي (جوزف برّاك)
كشفت وثيقة صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت، تحمل الرقم 08BEIRUT732 بتاريخ 20 أيار 2008، انه خلال اجتماع بين رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والقائمة بالأعمال في السفارة الاميركية ميشيل سيسون، اشار ميقاتي الى انه سمع من مصدر غير مسمّى في الدوحة ان الرئيس السوري بشار الاسد يرغم رئيس مجلس النواب نبيه برّي على «ابرام اتفاق» في الدوحة. وشرح ان القطريين يشعرون بضغط في قيادة المفاوضات (ويريدون ان يثبتوا قدراتهم للمملكة العربية السعودية)، ويضغطون على الاسد لكي يسمح للمعارضة بإبرام اتفاق مع الاكثرية. ووفق ميقاتي، فإنّ الاسد أمرَ برّي بأن يحاول ان يتنازل بأي طريقة، في محاولة لحفظ ماء وجه القطريين.
واضاف ميقاتي ان رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون لا يقبل الاقتراحات، لانه ما زال يريد ان يصبح هو رئيس الجمهورية، وبرّي «قلق للغاية» من عدم قدرته على تلبية المطالب السورية، الا ان ميقاتي لا يتوقع ان يتم انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. وكرر ما كان قد قاله الشهر الفائت الى القائمة بالأعمال: «سليمان هو مرشّح جدي الى حين قيام الانتخابات الرئاسية». وقال ميقاتي بأن سليمان لا يتمتع بدعم من احد: لا الرئيس السابق امين الجميّل، ولا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ولا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولكلّ هذه الاسباب لن تنجح المفاوضات في الدوحة.
خوف من قيام تطرّف سني
كرر ميقاتي التعبير عن مخاوفه من التشَدد السني المحفز من الدين، وشرح انه في أحداث الاسابيع الماضية قام الكثير من المدنيين، وخصوصا في مدينته طرابلس، باستخدام السلاح للدفاع عن انفسهم. ويشعر هؤلاء المدنيون بالحاجة الى الدفاع عن مدينتهم، لأنهم يعتقدون ان الجيش قد فشل في ذلك.
وفي إشارة الى الاسباب التي أدّت الى الحرب الاهلية في العام 1973 قال ميقاتي انه: عندما كان الفلسطينيون يحاربون الجيش في بيروت، لم يستطع هذا الاخير ان ينزع سلاحهم. ونتيجة لذلك، اخذ اللبنانيون على عاتقهم تسليح انفسهم، وكانت بداية الحرب التي كان عنوانها «إحمِ نفسك، لأن الجيش لا يستطيع حمايتك».
وقال ميقاتي إنه يعتقد ان «الحرب الاهلية سوف تأتي عاجلا أم آجلا».
وتحدث عن وجهة نظر ثانية تجاه المتشددين، حيث يرى ان 95 في المئة من الاسلاميين مرتبطون بإيران. وانه بعد أحداث الحادي عشر من ايلول وُضعت المملكة العربية السعودية، التي كانت تموّل الإسلاميين، تحت المجهر الدولي وأوقفت عمليات التمويل. ومع ذلك تموّل ايران علنا جماعات سنية متطرفة، من ضمنها حماس، وسوف تواصل فعل ذلك.
اقضوا على أسباب وجود حزب الله
وطرح ميقاتي السؤال الجوهري: هل يمكن نزع سلاح حزب الله؟ وفي حين انه يدعم القرارين 1559 و1701 الداعيين الى نزع سلاح حزب الله، يريد ان يفكر بشكل واقعي، ولذلك يقترح ان تعمل الحكومة اللبنانية بالاشتراك مع المجتمع الدولي من اجل تخفيف وقع تأثير حزب الله على لبنان. ونصح ميقاتي، أولا، بأن تقوم الامم المتحدة بوضع سيطرتها على مزارع شبعا الى حين حل مسألة المُلكية. وشدد ميقاتي، ثانيا، على الحاجة الى حل قضية تبادل الاسرى مع اسرائيل. واقترح ميقاتي، ثالثا، إحراز تقدم في ملف الحدود اللبنانية السورية. كما أشار الى ان إيجاد حل لهذه النقاط الثلاث سوف يسلب حجّة حزب الله في امتلاك السلاح وشبكة الاتصالات من الألياف البصرية، وعندها تكون الحكومة اللبنانية قد رفعت الغطاء عن حزب الله، ليصبح في مواجهة المواطنين اللبنانيين والمجتمع الدولي. ويرى ميقاتي ان نزع سلاح حزب الله يكون اكثر سهولة عندما يتم إلغاء اسباب وجوده.
حزب الله يبني دولة داخل الدولة بما فيها محكمته الخاصة
يقول ميقاتي، ان حزب الله سمح في تنحّي الرئيس لحود في العام 2007 وبقاء حكومة السنيورة في السلطة، لأنه كان يحاول ان «يقلّص دور الحكومة الشرعية»، فيما هو يؤسس لدولته الخاصة داخل الدولة. وقدم ميقاتي مثالا، وهو ان حزب الله يتدخل في بنود عقد إعادة إعمار منطقة الضاحية الجنوبية (في ضواحي بيروت). ويشير بند في هذا العقد ان المحكمة الخاصة بحزب الله هي مَن تفصُل في النزاعات بين المتعهد والمقاول.
متحمّس الى إعادة فتح مطار القليعات
وكرجل أعمال في الصميم ووزير سابق للنقل، يشعر ميقاتي بالحماس الشديد لإعادة فتح مطار رينيه معوض في القليعات، ليخدم كمطار ثان للبنان. وأخبر انه خلال فترة توَلّيه وزارة النقل والأشغال العامة، طلب مرة من الرئيس الحريري التخلي عن مشروع تطوير مطار بيروت واستعمال الميزانية المخصصة له من اجل إعادة إعمار مطار في منطقة الشمال.
واضاف ميقاتي ان الحريري عارض الفكرة بشدة، لأنه يرى ان عدم تطوير مطار بيروت سوف يحوّله الى «ضاحية ثانية». وقال ان الحريري كان يخشى تدَفّق «عشرة ملايين شيعي» الى منطقة المطار الحالية، ما يضعهم على مقربة من مسيحيي بيروت وسنّتها.
واطلع ميقاتي القائمة بالأعمال الاميركية على صرفه مبالغ كبيرة من المال على دراسات ذات جدوى خاصة بمطار الشمال، وخلص الى انه «من الممكن جدا» فتح مطار القليعات للاستخدام التجاري. وحذّر من ان هذا المشروع يجب ان يتم خلال فترة سليمة، لئلا يتم اعتراضه من قبل حزب الله. وأوصى الولايات المتحدة الاميركية باتباع سياسة «الدفع من الوراء بدلا من الشَد من الأمام» في مشروع إعادة اعمار المطار، كي لا يتم رفض المشروع بشكل فوري على انه مصلحة عسكرية اميركية. وطلب ميقاتي من الولايات المتحدة ان تقدم دعمها بشكل غير مباشر، وذلك من خلال شركات خاصة مثل المنظمة الدولية للطيران المدني.
الأمور مستمرة على حالها
وخمّن ميقاتي انه في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، فإن ذلك يعني ان الحرب آتية لا محالة. وتوقع ان هدف المعارضة الجديد سوف يكون تغيير اتفاق الطائف، لأن المعارضة «لن تتخلى مجّانا عن رئاسة الجمهورية». اذا تغيّر اتفاق الطائف «سوف يدفع السنّة الثمن».
التوقيع سيسون